التخطي إلى المحتوى



تشارك الإمارات، العالم، الاحتفال بالذكرى الـ64 للرحلة البشرية الأولى إلى الفضاء، في وقت تواصل فيه تحقيق إنجازات غير مسبوقة في هذا القطاع.

إنجازات يسجلها تاريخ الإنسانية بأحرف من نور لمساهمتها في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية، والإسهام في بناء مستقبل أفضل للعرب والبشرية جمعاء.

وفي مثل هذا اليوم 12 أبريل/نيسان 1961، انطلق رائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين إلى الفضاء الخارجي، في أول رحلة بشرية فضائية، ليفتح بذلك السبيل أمام استكشاف الفضاء لما فيه نفع الإنسانية.

رحلة استكشاف الفضاء لما فيه نفع الإنسانية، تستكملها الإمارات بإنجازاتها المتواصلة التي تعزز ريادتها و ترسخ مكانتها كواحدة من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء، وتعزز موقعها مرجعاً معرفياً دولياً في علوم الفضاء، ومركزاً عالمياً للبيانات والمعلومات التخصصية يوفر حصيلة مهامها الفضائية ونتاجها المعرفي في قطاع الفضاء الحيوي لمستقبل الإنسانية ويضعه في خدمة المجتمع العلمي العالمي.

ضمن أحدث تلك الإنجازات خلال الفترة القليلة الماضية تم ما يلي:

– إطلاق 6 أقمار اصطناعية للفضاء خلال الربع الأول من 2025.

– تحقيق “مسبار الأمل” الإماراتي، أبريل/نيسان 2025 إنجازات جديدة في إطار أول مهمة عربية وإسلامية لاستكشاف الكوكب الأحمر، التي تصب في خدمة البشرية جمعاء.

– توقيع اتفاقية بين الإمارات وإيطاليا فبراير/شباط 2025 في إطار مشروع تطوير وإنشاء أول محطة قمرية في تاريخ البشرية.

– إتمام مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات في فبراير/شباط 2025 مراجعة التصاميم النهائية ما يمهد للانتقال إلى مرحلة التجميع، والتركيب، والاختبار لمستكشف محمد بن راشد.

– الإعلان في مارس/آذار 2025 عن فتح باب التسجيل أمام المواطنين الإماراتيين، للمشاركة في دراسات محاكاة الفضاء المستقبلية، ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء.

– الإعلان عن فتح باب التسجيل في برنامج أبحاث علوم الفضاء للطلبة الجامعيين 2025، والذي يهدف إلى إعداد وتأهيل جيل جديد من الكفاءات الإماراتية في مجالات علوم وهندسة الفضاء.

– حلول الإمارات في المرتبة العاشرة عالميًا في الاستثمار في استكشاف الفضاء، ضمن مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025، مما يعكس التقدم الكبير الذي حققته الدولة في هذا المجال الإستراتيجي.

– إنشاء المجلس الأعلى للفضاء في أكتوبر/تشرين الأول 2024.

– توقيع اتفاقية إطلاق مركبة “المستكشف محمد بن راشد” لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.

– الإعلان في يوليو/ تموز 2024 عن إطلاق مشروع الإسطرلاب الفضائي بالتعاون بين وزارة الطاقة والبنية التحتية ومركز محمد بن راشد للفضاء.

6 أقمار في 3 شهور

تحتفي الإمارات بذكرى الرحلة البشرية الأولى إلى الفضاء، في وقت نجحت فيه في تحقيق إنجاز تاريخي تمثل في إطلاق 6 أقمار اصطناعية إلى الفضاء خلال أول 3 شهور من العام الجاري.

من أبرز تلك الأقمار، محمد بن زايد سات” القمر الاصطناعي الأكثر تطورا في المنطقة، والذي سيقدم بيانات قيّمة تدعم التنمية العالمية.

ويُعتبر “محمد بن زايد سات” الذي تم إطلاقه 14 يناير/كانون الثاني الماضي إنجازا متميزا في مجال تكنولوجيا الفضاء ومصدر فخر للإمارات لدورها الريادي في العلم والمستقبل.

ويُعد هذا القمر الصناعي أساسيا لتلبية احتياجات متنوعة، بما في ذلك التخطيط البيئي والاقتصادي، مما يعزز أهداف التنمية المستدامة؛ وبفضل العمل الدؤوب من العلماء والمهندسين، يعكس هذا النجاح التزام الإمارات بالابتكار والمساهمة الإيجابية في المجتمع الدولي.

أيضا من تلك الأقمار،”اتحاد سات”، الذي يعد أول قمر اصطناعي راداري يُطوره فريق مركز محمد بن راشد للفضاء، وتم إطلاقه منتصف مارس/آذار الماضي.

يُعد “اتحاد سات” إنجازًا بارزًا في مسيرة الإمارات الفضائية ويُمثل نقلة نوعية في مجال رصد الأرض باستخدام تقنية التصوير الراداري، والتي تتيح التقاط صور عالية الدقة في مختلف الظروف الجوية، ليكون بذلك إضافة استراتيجية تدعم جهود الإمارات في تطوير حلول فضائية متقدمة.

وضمت قائمة الأقمار الاصطناعية التي أطلقتها الإمارات إلى الفضاء أيضا خلال الربع الأول من عام 2025 كلا من “الثريا 4″ الذي انطلق إلى مداره في 4 يناير/كانون الثاني الماضي، و”العين سات – 1″ و”HCT-SAT 1” والمرحلة الثانية من كوكبة أقمار فوورسايت.

 الإمارات من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء

أول محطة قمرية في تاريخ البشرية

أيضا في خطوة مهمة على طريق إنشاء وتطوير أول محطة قمرية، تم في فبراير/شباط الماضي التوقيع على اتفاقية تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة تاليس ألينيا سبيس الإيطالية بصفتها الشريك الاستراتيجي في مشروع محطة الفضاء القمرية، من خلال تطوير “وحدة معادلة الضغط” ضمن المحطة القمرية.

ويقود مركز محمد بن راشد للفضاء اليوم مشاركة الإمارات في هذا المشروع الجديد للبشرية والذي يمثل خطوة متقدمة لتواجد بشري على سطح القمر تعقبه رحلات كونية لكواكب أخرى.

وتحقق دولة الإمارات عبر مشاركتها في محطة الفضاء القمرية عبر تطوير وحدة معادلة الضغط، قفزة نوعية جديدة ضمن الاستراتيجية الهادفة إلى ترسيخ الحضور الإماراتي الفاعل والمؤثر عالمياً في جميع مجالات علوم الفضاء وتقنياته.

وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.

وتشكل محطة الفضاء القمرية أحد أهم العناصر في برنامج “أرتميس” التابع لوكالة “ناسا” الأمريكية، خاصة وأنها ستكون أول محطة فضاء تدور حول القمر، وستوفر المحطة التي سيتم بناؤها بالتعاون مع شركاء دوليين وتجاريين، وظائف أساسية لدعم رواد الفضاء وتمكينهم من أداء وتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أفضل وجه، كما ستسمح المحطة باستضافة رواد الفضاء لفترات طويلة، وتعزيز عمليات مهمات استكشاف سطح القمر، وتسهيل الدراسات حول الإشعاع الشمسي والكوني، وانطلاقاً من المحاور السابقة تعد المحطة المحور الأهم ضمن برنامج أرتميس لاستكشاف القمر والبعثات المستقبلية إلى المريخ.

وكانت دولة الإمارات قد أعلنت في يناير/كانون الثاني 2024 عن انضمامها إلى مشروع تطوير محطة الفضاء القمرية إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.

 الإمارات من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء

مسبار الأمل.. إنجازات جديدة

أيضا تحل ذكرى أول رحلة بشرية فضائية ، بعد أيام قليلة من تحقيق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، الذي يعد أول مهمة عربية وإسلامية لاستكشاف الكوكب الأحمر، إنجازا جديدا في مهمته، بتمكنه من رصد أودية وجبال وحفر ضبابية في الكوكب الأحمر، ليعزز بذلك مساهمته القيمة في توفير صورة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة.

وتتوالي الإنجازات العلمية التي يحققها المسبار عبر إرساله بيانات ومعلومات قيمة وغير مسبوقة عن الكوكب الأحمر تنفيذاً لمهمته العلمية التي تصب في خدمة البشرية جمعاء.

ومنذ وصوله إلى مدار المريخ في 9 فبراير/شباط 2021، وفر مسبار الأمل 12 حزمة من البيانات العلمية للغلاف الجوي للكوكب الأحمر، بإجمالي بلغ 5.4 تيرابايت، وبصورة مجانية بالاشتراك مع 200 جهة علمية وبحثية حول العالم، عبر منصة البيانات العلمية الخاصة بالمشروع.

ومع وصول المسبار إلى المريخ، أضحت الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة في العالم تصل بنجاح إلى مدار الكوكب الأحمر، في إنجاز علمي وفضائي تاريخي.

كما أضحى مسبار الأمل مصدر إلهام مئات الملايين من 56 دولة “عربية وإسلامية”، لتكرار هذا الإنجاز، بعد نجاح الإمارات في تسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ.

 الإمارات من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء

استكشاف حزام الكويكبات

واستكمالاً لنجاح مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”؛ تم في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي توقيع اتفاقية بين وكالة الإمارات للفضاء وشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، لتوفير خدمات الإطلاق باستخدام الصاروخ الحامل H3 عام 2028 للمركبة “المستكشف محمد بن راشد” لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، أحد أضخم المشاريع الوطنية الإماراتية في مجال الفضاء.

وبعد نحو 4 شهور من توقيع الاتفاقية، حققت مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، إنجازا نوعيا جديدا بإتمام مراجعة التصميم النهائية CDR خلال الفترة من 24 إلى 26 فبراير/شباط 2025، بمشاركة نخبة من الخبراء الإماراتيين والدوليين، ما يمهد للانتقال إلى مرحلة التجميع، والتركيب، والاختبار لمستكشف محمد بن راشد.

وتعد تلك المهمة خطوة متقدمة في مسيرة الابتكار العلمي، وتعزز مكانة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء العميق، وتفتح آفاقاً واعدة في مجالات التكنولوجيا والتعليم والاقتصاد أمام الأجيال القادمة.

ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات أول مهمة فضائية عربية من نوعها، إذ يستكشف كوكب الزهرة، بالإضافة إلى جمع بيانات علمية غير مسبوقة عن 7 كويكبات ضمن حزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية.

وتمتد مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات على مدار 13 عاماً، تنقسم إلى 6 سنوات لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، حيث ستعمل الأجهزة العلمية لمركبة المستكشف محمد بن راشد على معرفة أصول وتطور الكويكبات الغنية بالمياه وتقدير إمكانية استخدام تلك الكويكبات كموارد لمهمات استكشاف الفضاء في المستقبل.

 الإمارات من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء

المجلس الأعلى للفضاء

أيضا في خطوة مهمة على طريق استدامة إنجازات قطاع الفضاء بالإمارات، اعتمد مجلس الوزراء الإمارات أكتوبر/تشرين الأول الماضي قراراً بإنشاء مجلس دائم بمسمى “المجلس الأعلى للفضاء” يتبع لمجلس الوزراء، ويترأسه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

ومن أبرز اختصاصات ومهام المجلس الأعلى للفضاء، اعتماد كل من السياسة العامة لتنظيم قطاع الفضاء والأنشطة الأخرى ذات الصلة بالقطاع، والأولويات الوطنية للدولة في قطاع الفضاء وتحديد التقنيات المستهدفة بما يضمن السيادة التكنولوجية للدولة في هذا القطاع، وأولويات الاستثمار والاستحواذ للقطاعين العام والخاص العاملة في مجال الفضاء وأنشطتها.

وفي 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تم عقد الاجتماع الأول للمجلس، وتم خلاله مناقشة دور القطاع الخاص كشريك في مسيرة التنمية، تأكيداً على نجاح الجهود المبذولة من خلال البرامج والمشاريع التي أُطلقت على مدار المرحلة السابقة لدعم اقتصاد الفضاء الوطني وتحفيزه، ومن أبرزها “برنامج مناطق الفضاء الاقتصادية”، الذي يضم في عضويته أكثر من 200 شركة خاصة، ويهدف إلى دعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في هذا المجال بتوفير مبادرات ومحفزات اقتصادية بالتعاون مع مختلف الشركاء في الدولة.

كما ناقش الاجتماع جهود دولة الإمارات لتنمية المعارف والمساهمات الدولية في مجال الفضاء، لتكون الأولى عالمياً بمشروع يستهدف تحقيق رحلة حول حزام الكويكبات والأولى عربياً بمهمة إلى القمر وبمشروع ضمن برنامج أرتيميس، والتي تعد نتائج للدعم المستمر لجهود البحث والتطوير في الدولة.

 الإمارات من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء

مشروع الاسطرلاب الفضائي

أيضا ضمن جهودها لاستثمار إنجازاتها في هذا القطاع الهام، أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية، يوليو/تموز الماضي إطلاق مشروع الاسطرلاب الفضائي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء.

ويستهدف المشروع، توظيف تقنية الأقمار الصناعية والصناعات المتقدمة والذكاء الصناعي، واستغلال إمكانيات وريادة الإمارات في تتبع والرقابة على القطاع البحري، ورفع كفاءة وفاعلية عمليات تحديد مواقع السفن وعرض حالة البحر والأحوال الجوية، ورفع مستوى تنافسية القطاع البحري الوطني، وتعزيز مكانة الدولة لتكون من أفضل المراكز البحرية على مستوى العالم.

ويهدف إلى بناء قاعدة بيانات للسفن التي تؤم موانئ الدولة، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات المعنية بمجال الفضاء والاقمار الصناعية، وتوسيع مدى التغطية للمبادرات المستقبلية لتحسين مجال الرقابة على السفن، والمساعدة في الحفاظ على أمن المنشآت البحرية والسواحل، إضافة إلى استفادة المؤسسات البحرية والمعنية بالرقابة وحماية الحركة البحرية، ومتابعة مواقع السفن في حال عدم اتصالها بأجهزة التتبع.

إنجازات تتواصل بدعم من القيادة الإماراتية مستندة على بنية تحتية رائدة في قطاع الفضاء وثروة بشرية واعدة، واستثمارات كبيرة، وطموحات لا حدود لها.

 الإمارات من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء

aXA6IDY3LjIyMy4xMTguNjEg

جزيرة ام اند امز

US

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *